(آيتان عظيمتان)
بقلم: أ/خالد بن محمد الأنصاري
إن الكسوف والخسوف مشهدان عظيمان يذكران بيوم العرض بين يدي الله عزوجل ؛ ذلك اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ينتظرون فصل القضاء قال تعالى : (فإذا برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر).
وهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده قال تعالى (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا).
والحكمة من ذلك أن يخوف الله عباده حتى يرجعون إليه بالتوبة والإنابة ويقلعون عن الذنوب والخطايا ؛ ويحثهم على الطاعات لإستدفاع النوازل والنكبات ؛ ولذلك تشرع الصلاة عند حدوثهما لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ؛ فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا).
يا ربِّ عفوًا فإنّ النفسَ غافلةٌ
كأنّما الأمرُ شيءٌ ليس يعنيها
هذا الكسوفُ عظيمٌ في دلالتِهِ
فاللهُ يرسلُ تخويفًا وتنبيها
فيجب عند حدوث الكسوف والخسوف أن يتوجه المسلم إلى الله تعالى بتجديد التوبة والاقلاع عن جميع أنواع المعاصي والذنوب ؛ وأن يكثر من الدعاء والابتهال والتضرع إمتثالا لقوله تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين).
يا مَن يُجيب دُعاءَ المُضطرَ في الظُلَمِ
يا كاشِفَ الضَرّ و البلوَى مَع السَقَم
قَد نامَ وفدُكَ حَولَ البَيتِ و انتَبَهُوا
وأنتَ يا حيُ يا قَيُوم لَم تَنَمِ
إن كانَ جُودكَ لا يَرجُوهُ ذو سَفَهٍ
فمَن يَجُود على العَاصِينَ بِالكَرَمِ
ومما يجب فعله أيضاً عند حدوث الكسوف والخسوف الإكثار من الإستغفار والتكبير والذكر والصدقة وجميع أنواع البر والخير والإحسان.
وإن كثرة الكسوف والخسوف في هذا العصر ماهو إلا مؤشر لكثرة الذنوب والخطايا والفتن أعاذنا الله منها فلا ينبغي الغفلة والاعراض عن هذه الآيات قال عزوجل (وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون).
بل يجب أخذ العبر والدروس والإتعاظ من هذه الآيات والنذر.
اترك تعليقاً