أحكام عظيمة تتعلق بولاة الأمر !! بقلم/مرتضى الأنصاري
التصدي للإرهاب والجماعات الإرهابية،واجب ديني يحتمه علينا واجب حماية الضرورات الخمس : الدين ، والنفس،والعقل، والعرض ، والمال!
ومنه التصدي أيضا لتلك الحملات المغرضة التي توجه ضد هذه البلاد الطاهرة من خلال المحاولات البائسة لربطها بالإرهاب الذي يعلم الكل أنه لا جنسية ولا دين له! ،وأن المملكة العربية السعودية من أولى الدول التي اكتوت بناره ؛ومن أقوى الدول وأحكمها في التعامل معه بحزم وحكمة ..
وإيضاح تلك الحقائق والتصدي لها واجب كل الأقلام التي تستشعر مسئولية الكلمة وأمانة الأمة للمحافظة على أمن هذه البلاد ومنجزاتها الحضارية ومقدراتها العزيزة على كل غيور ، فاللصوص لا يسطون إلا على الكنوز الثمينة ولا يرجم سوى الشجرة المثمرة،والمملكة بتمسكها بالشريعة الإسلامية منهجا ودستورا في الحياة ورعايتها للتضامن الإسلامي وحمايتها لمصالح المسلمين لا غرابة في أن تكون مستهدفة من قوى الشر والظلام العالمية،ومن واجبنا كشف زيف الدعاوي ضد بلادنا وحكامنا المؤمنين وأن نقف معهم على قلب رجل واحد سلما لمن سالموا وحربا لمن حاربوا فوق كل أرض وتحت كل سماء وأن ننبذ في هذا الوقت كل مظاهر الفرقة والخلاف والتنازع بعد أن عمت فيه الفتن وتكالب علينا عدو الداخل والخارج،متوكلين على الله ومستعصمين بحبله المتين ومستمدين حولنا وقوتنا من عقيدتنا وديننا الحنيف ثم من حكمة وصلابة مواقف قيادتنا الرشيدة حفظهم الله وذلل لهم كل صعب وجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين ومن هنا فإننا نذكر بلا تحفظ أواستحياء ببعض الأسس العظيمة والأحكام الشرعية التي تتعلق بالحاكم وولي الأمر الذي صارت أمور المسلمين إليه ممن له الأمر والنهي وذلك تعزيزا للأمن الفكري وتحصينا لمجتمعنا من أية شبهة مغرضة أو فكر متطرف شاذ يمكن أن يشوش أو يلوث نقاء العقيدة وصفائها ووضوح الأحكام الشرعية مما يسوقه ويزايد به بعض الأبواق المنافسة على الكرسي و التي تخدم مصالح أعداء الأمة وشذت عن الجماعة ونازعت الأمر أهله وبخست الناس أشياءهم منتهجين في سبيل الوصول إلى غاياتهم الدنيئة كل وسائل التضليل والتحريض والتشويه والاستعداء بل والتكفير والتفجير وترويع الآمنين من الشيوخ والأطفال والنساء وإزهاق أرواح معصومي الدم والمال وأنواع الإفساد في الأرض وإتلاف الممتلكات مما يستدعي منا جميعا التصدي لهم وتعرية دعاويهم وكشف زيفهم وبطلان حججهم ببيان أحكام الدين الصحيحة ومنها بشأن ولي الأمر:
(1) أن السمع والطاعة لولي الأمر المسلم أصل من أصول الإسلام بالأدلة الشرعية الصريحة من الكتاب والسنة .
ومنها :قوله تعالى :((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) سورة النساء 59
ومن السنة (عن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلئ الله عليه وسلم قال :(على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)متفق عليه .
(2) وجوب عقد البيعة للحاكم المسلم القائم في البلد وتحريم منازعته والتغليظ على من ليس في عنقه بيعة والتحذير والترهيب من نقض بيعة الحاكم المسلم.
عن عبدلله بن عمر رضي الله عنهما قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له,ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم .
(3) من غلب فتولى الحكم واستتب له الأمر فهو الإمام وتجب بيعته وطاعته , وتحرم منازعته أو معصيته بإجماع علماء المسلمين قديما وحديثا في كل المذاهب الأربعة .
(4) إذا لم يتوفر في الحاكم من شروط الإمامة سوى الإسلام وتم له التمكين واستتب له الأمر وجبت طاعته وحرمت معصيته لما في ذلك من المصالح العظيمة للمسلمين ولما يترتب من الخروج عليه ومنازعته من المفاسد والفتن العظيمة على المسلمين .
روى البخاري عن نافع قال :(لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال :إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ) وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا تابع في هذا الأمر ..أي خلع يزيد إلا كانت الفيصل بيني وبينه .
(5)لا يصح إمامان في بلد واحد ,وأما بعد انتشار الإسلام وتباعد أطرافه وتعدد بلاد المسلمين صار في كل بلد من بلاد المسلمين حاكم أو سلطان ولا ينعقد لبعضهم أمر ولانهي في بلد الآخر ولا بأس بتعدد الحكام والأئمة وتجب الطاعة والبيعة لكل واحد منهم على أهل بلده الذي يحكمه وكذلك سائر حكام بلاد المسلمين الآخرين .
(6) أن الطاعة لولي الأمر الفعلي الموجود والذي له حكم البلاد الحالي ، وليس للدعي والمنافس ، قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :
إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطاعة الأئمة الموجود ين المعلومين الذين لهم سلطان يقدرون به على سياسة الناس ,لا بطاعة معدوم ولا مجهول !!ولامن ليس له سلطان ولا قدرة على فعل شيء أصلا .
(7)لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء فإن عظموهما أصلح الله دنياهم وأخراهم وإن استخفوا بهما أفسدوا دنياهم وأخراهم ولا يجوز اتخاذ أخطاء الحكام وتقصيرهم سبيلا أو دليلا لإثارة الناس أو تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة والفوضى وكذلك ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء وبالتالي التقليل من شأن الشريعة التي يحملونها فإذا قلل ضال من الخوارج من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر ضاع الشرع والأمن لأن الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم وإن تكلم الحكام تمردوا على كلامهم فيحصل بذلك الشر والفساد والفرقة والخلاف والتنازع قال تعالى :((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا..)) آل عمران 102وقال تعالى أيضا : (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ..)) الأنفال 46.
والذي يثور ضد ولي الأمر من أهل الضلال والأهواء من طلاب الرياسة والمنافسين على الكرسي إنما يخدم أعداء الإسلام فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال بل العبرة بالحكمة والموعظة الحسنة ومراعاة المصالح العامة للمسلمين برد المفاسد عنهم ومنع الفتن في بلادهم ولزوم جماعتهم وليس بالأنانية وحب الذات وطلب الرياسة والحكم والمنافسة عليها ولو بإراقة دماء المسلمين وتفريق كلمتهم ..الخ
(8) وجوب الصبر على ظلم الحكام وجورهم وتقصيرهم وأخطائهم واجتهاداتهم الخاطئة وذلك من أصول أهل السنة والجماعة العظيمة لما يجلبه الصبر على ظلمهم من المصالح وما يمنع من المفاسد مما فيه صلاح البلاد والعباد، وأدلته من الكتاب والسنة واضحة.
(9) تغليظ عقوبة التثبيط والتحريض عن ولي الأمر وإثارة الناس عليه لشناعة جرم تفريق وحدة الصف والجماعة وشق عصا الطاعة،عن عرفجة بن شريح الأشجعي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمرهم جميعا فاقتلوه كائنا من كان فإن يد الله مع الجماعة وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يرتكض) صحيح ابن حبان ج 10 ص 437 وخرجه الحاكم في المستدرك على شرط الشيخين، ومنهج الصحابة رضوان الله عليهم وأئمة المسلمين في كل زمان ومكان على هذا لا خلاف بينهم في هذه الأسس البتة ،ولنا أمثلة حية ثابتة ومعروفة في سيرة الأئمة مالك وأحمد وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواهم وغيرهم من علماء الأمة قديما وحديثا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً