| [wp_hijri_date]
(كَرِيمٌ أفَلَ نَجْمُهُ وَبَقِيَ ذِكْرُهُ)
بقلم/خالد بن محمد الأنصاري

 

في سحر أول ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك لعام ١٤٤١هـ وبعد أن فرغت من تهنئة الأهل والأقارب بمناسبة حلول وبلوغ هذا الشهر الفضيل وقد كانت الفرحة تغمرني بذالك .
فا سترخيت قليلاً على فراشي وإذا بالهاتف يرن ويأتيني بخبر محزن ومؤلم ألا وهو وفاة العم الفاضل محمد بن مسعد المخلافي والد زوجتي – رحمه الله تعالىٰ – :
يا راقد الليل مسروراً بأوله
إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
فلم أتمالك وقتها عبرتي عند سماع هذا الخبر وتذكرت كلمة “الاسترجاع” فهي ملجأ وملاذ لذوي المصائب ولكل من مر بهذا الموقف وهي قول المصاب ” إنا لله و إنا إليه راجعون ” فعندها سكن قلبي وأطمأنت نفسي .
وجلست أفكر كيف أخبر زوجتي أم المهند بهذا الخبر المفجع وهي واقفة بالمطبخ تعد لنا طعام السحور .
وقد وجدت بأنه من أصعب المواقف أن تجبرك الظروف على إخبار من تحب بوفاة قريبه له أو عزيز .
 – والحمدلله من قبل ومن بعد على قضائه وقدره – فذهبت واستجمعت قواي وقلت لها : كلنا نؤمن  بقضاء الله تعالى وقدره وأنه أرحم بعباده منا فعظم الله أجرنا وأجرك في الوالد .
فاسترجعت وضلت تبكي على فقده وجعلت اصبرها وأذكرها بأنه يرجى له أن يكون شهيداً فقد ماتا مبطوناً في ليلة الجمعة أولى ليالي شهر رمضان المبارك :
رحيلك يا عماهُ مر وموجعُ
وفي الصبر سلوانٌ به أتدرعُ
تألم قلبي والأحاسيس مسها
من الحزن نار و اللواحظُ تدمعُ
ولعلي في هذه المقالة أذكر بعضاً من الصفات التي تميز بها أبا نبيل – ذلكم الرجل النبيل – من أخلاق وشيم ومن ذلك :
* أنه عاش حياته يتيماً مكافحاً وقد تجرع العديد من الغصص في هذه الحياة فنشأ عصامياً وكون نفسه حتى أصبحت له مكانة وهيبة في قومه.
* عرف بالكرم و السماحة  مع جماعته و أنسابه و مع أزواج بناته و بصلته لأرحامه وإكرامه لهم و مساعدتهم في الخفاء بكل ما أوتي ولا يظهر ذالك لأحد:
يخفي صنائعه والله يظهرها
   إن الجميل إذا أخفيته ظهرا
* رافقته في الحل و السفر فرأيت منه الأنس واللطافة والبساطة وسعة البال ورجاحة العقل ناهيك عن حبه للأدب وذكر الأمثال وحفظه للشعر والتمثل به كثيراً ولا سيما أبيات المتنبي وعنتره والزبيري والبردوني وغيرهم .
* كان – رحمة الله – يحب الأطفال ويلاطفهم وأحياناً يطلق عليهم ألقاباً مداعبة لهم كما لقب حفيده محمد ” بالتندحي ” وكثيراً ما يسال عن أحفاده في بداية أيامهم الدراسية الأولى ويتفقدهم .
* كثيراً ما كان يتابع الأحداث ومجرياتها ويتأثر لأحوال المسلمين في شتى بقاع المعمورة.
* تحلى – رحمه الله – بدماثة الخلق وعزة النفس وقد صبر في حياته على الكثير من الألام الموجعة من جيرانه أو من أقرب الناس إليه :
 وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
  على النفس من وقع الحسام المهندِ

فرحم الله العم محمد و غفرله وأسكنه فسيح جناته والهم ذويه وابناءه وبناته و عقيلته أم نبيل وجميع محبيه الصبر و السلوان . “وإنالله وإنا إليه راجعون”.

رد واحد على “(كَرِيمٌ أفَلَ نَجْمُهُ وَبَقِيَ ذِكْرُهُ)”

  1. جزاك الله خير على هذا الكلام اللي يستحقه والدي رحمة الله عليه نعم فقدناه جميعا من اهله واصحابه ومحبيه الله يتقبله من الشهداء آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عدد الزوار : 766060
السيرة الذاتية

صفحات الأنصار من أوائل المواقع التي قامت بالتعريف بالأنصار عامة وآل نافع منهم خاصة منذ إتاحة خدمة الانترنت للجمهور في…

المزيد
عدد الزوار : 766060